الخميس، 31 مارس 2011

مليونية ...


تخيل معي ... تصرخ مرة ... فيفزع منك من تصرخ في وجهه ... تكررها .. وبصوت أعلى .. يرتد على عقبيه هربا منك ... تعلي صوتك أكثر ... فيرحل .. ويختبئ بعيدا عنك ... تستمر في الصراخ ... وبالطبع تبدأ حبالك الصوتية في الأنين ... فيضعف الصوت .. ولكنك تصر أكثر أن يستمر صراخك ... فيضعف الصوت أكثر ... حتى ينتهى تأثيره المرعب الذي أصيب به الكثير ... تستمر أكثر ... حتى تصبح في النهاية بلا صوت ...

هذا هو تعليقي على مليونية الجمعة القادمة ... جمعة إنقاذ الثورة كما يقولون .. من حق الجميع التظاهر .. ولكنني أرى (من وجهة نظري المبنية على اجتهاد قد يجانبه الصواب أو يجانبه الخطأ) أن إستخدام هذا الحق بهذا الإسراف الفظيع .. يفقده معناه ... على جميع المستويات ... فنحن هنا نتظاهر لأسباب محددة .. ضد أفعال معينة ... وليس لشعور ينتابنا تجاه خطوات المجلس العسكري ... خطولت يراها البعض وأنا منهم .. سديدة ..وفي إتجاه سليم .. وإن شابها بعض البطء ..
الواقع يقول ... أننا الآن أمام فترة إنتقالية .. بإعلان دستوري (أستغرب إعتراض البعض على بنوده) ... وقوانين جديدة لممارسة الحياة السياسية تسمح للأحزاب أن تتشكل بالإخطار (وإن تفلسف البعض وقال أنها بالتصريح .. ولا أجد غضاضة ما دام التصريح قضائي) ... وحكومة يرأسها رئيس من الثورة ... وانتخابات نزيهة بإشراف قضائي ...
هذا هو الواقع ... بالله عليك أخبرني لم أضيع حق تظاهري ضد هذا الواقع ؟!!!
الريبة تقول ... أن الرئيس وزبانيته لم يحاكموا بعد ... و محاكمة قتلة المتظاهرين تتم بمنتهى البطء ... و قررارات حكومية ليست على مستوى الثورة (أتمنى معرفة أمثلة على هذه القرارات الثورية) ... و جيش يريد أن يسرق الثورة .. وظهرت نواياه في الإعلان الدستوري .. (مع التأكيد في آخر دعوة للتظاهر أنه لا زال حامي الثورة !!!) ...
وأنا هنا لا لإنكر ولا لأثبت شيئا ... ولكن لأتعجب J ... فنحن لا توجد لدينا إلا هيئة نيابية واحدة .. ومتفقون جميعا أننا لدينا من الفساد ما تنوء بمفاتحه العصبة أولو القوة ... تخيلت نفسي نائبا عاما .. فإن ركزت في قضايا قتل المتظاهرين للإسراع في الحكم عليها .. إتهمني الكثير بالإهمال في قضايا المال العام وإتاحة الفرصة للصوصه لتهريبه .. وإن بدأت بقضايا المال العام .. إتهمني أخرون بتضييع دماء المتظاهرين .. وإن تركت هذه وتلك وتفرغت تماما لمحاكمة الرئيس وزبانيته (وهي تحتاج الكثير) ... سيتهمني الجميع بشغل الرأي العام بهذه القضية .. حتى أتيح للفلول النظام القديم تنظيم اوراقهم ...
تخيلت نفسي حكومة .. مطلوب منها التغيير والإصلاح .. وإزالة الفساد .. في وقت واحد ... فإن بدأت بالتغيير والإصلاح .. قالوا تركت الفساد ... وإن بدأت بالفساد قالوا وأين التغيير و الإصلاح ؟؟!! ..
تخيلت نفسي جيشا ... كاد ينقسم على نفسه (نفسيا) ... يطالبه الجميع بحماية الثورة ... وفي نفس الوقت يشكون في كل خطوة يسيرها نحو تسليم السلطة لقيادة مدنية (وهو ليس مرغما في وسط هذه الشكوك) ....
هذا هو الواقع .. وهذه هي الريبة وبعض تخيلاتي عنها .. وإستنتاجي أنني وإن كنت سأتظاهر يوم الجمعة .. فلن أفعل لأجل أسباب الريبة تلك ... وإنما لأطالب القائمين على هذه البلاد .. لإزالة تلك الريبة عن عقول الناس ... وإن كنت في هذه الحالة أضيف إليهم مهمة أخرى ستثقل كاهلهم .. إن فعلوها (وقد حاولوا) .. فلن يصدقهم البعض ... وإن لم يفعلوا .. فسيعتبروه تأكيدا منهم لريبتهم ..
إذن فلتكن مليونية ... وليتظاهر من يشاء .. فهو حق دستوري .. كفله الإعلان الدستوري ذاته ... (ولربما هي فرصة لإختباره J)... ولكن فليتذكر كل مليوني .. أنه بقدر وجاهة أسباب التظاهر وصحتها و مشروعيتها .. بقدر حفاظها على قوة التأثير في المستقبل .. والعكس بالطبع صحيح ...
تحياتي ....

ش.ز

هناك تعليق واحد:

  1. انا عاوز اعمل مليونية عشان عاوز اغير بواب العمارة :)

    ردحذف