الاثنين، 4 أبريل 2011

شيء من السديم الإجتماعي


بعيدا عن الفوضى، لم أرد أن أستسلم لأي محاولة للشحن أو التوجيه أو التخويف أو التخوين التي تتنامي بيننا هذه الأيام .
حاولت ان أصمت كثيرا ، وأمنع نفسي من التعليق عن أي شيء ، وأراقب ، فقط أراقب، رغبة مني في تحليل الموقف ، ومعرفة موقعا محددا لي فيه.

نبهني صديق لي أن ما نحن فيه أقرب للسديم الكوني، مجرد مرحلة بين إنفجار عظيم يُفترض أنه نشأ منه الكون ، و بين تكوّن أنظمة شمسية  إنطلقت من هذا السديم. 
 والسديم لمن لا يعرف هو عبارة عن غبار كوني تتخلله أجرام سماوية ، ما أن تنهار جاذبيا (أي تستطيع أن تنفصل عن جاذبية السديم ذاته بثقلها) ، تندفع خارجه مكونة نظاما جديدا له قواعده الخاصة.


وهذا هو مجتمعنا الآن، سديم إجتماعي كبير ، يحتوي على أفكار وإتجاهات ،  يحيطها غبار كثيف من عدم الفهم و الجهل و الفقر، هذا المجتمع بكل أحداثه ومشاحناته وخلافاته ، في إنتظار أن تنهار أفكاره وإتجاهاته جاذبيا عن هذا السديم ، فيُفهم كل فكر وكل إتجاه بمفهومه الصحيح، بعيدا عن التعصب وعن التفريط ، ولتكوُن هذه الأفكار كواكبا تدور حول وطن واحد دون أن تصطدم ببعضها البعض ودون أن تحاول أحداها أن تنفرد بهذا الوطن ظنا منها أنها كافية لتكوين نظامه وأسسه السليمة.

ولست هنا لأعرّف كيف ستخرج هذه الأفكار و الأتجاهات من وسط هذا السديم ، ولكنني أرى ان تمسك بعض هذه الأتجاهات بالفقر والجهل وعدم الفهم كمفتاح سحري لتملك الناس ، هو الذي يؤخر كثيرا ولادة نظام وطني جديد ، نظام لا يقوى أي اتجاه فيه بالقرب من مركزه و إنما بالتوازن الذي يحدثه في أبعاده حين يشارك فيه، حتى وإن كان آخر كواكبه.

هذا السديم الإجتماعي هو مرحلة ليس إلا ، علينا الإسراع بالتمدد والخروج منها ، و إلا البقاء فيها مجرد أفكار وإتجاهات ليس أكثر لا تجد نظاما فاعلا لتعيش فيه.

ش.ز 

0 التعليقات:

إرسال تعليق