هو مجرد إسم ليس إلا ، ولكنه على مسمى ، فهو سوار من ذهب ، سيقف التاريخ أمامه كثيرا ، كأول حاكم عسكري عربي ، وربما في العالم أسره ، يسلم السلطة إلى المدنيين ، وهو الذي إمتلكها وبحوزته قوة جيش ومدفع ، كانا قادرين على إبقائه فوق كرسي الرئاسة، ولكنه و بروح وطنية نادرة ، وعد بتسليم السلطة خلال عام واحد ، و كسب إحترام الجميع عندما نفذ هذا الوعد .
هو عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب ، وزير الدفاع في عهد رئيس السودان السابق "جعفر النميري" ، استلم السلطة بعد إنقلاب عسكري تلى إنتفاضة شعبية في السودان في إبريل عام 1985 ، وبعد عام واحد ، سلم سوار الذهب مقاليد السلطة للحكومة الجديدة المنتخبة برئاسة رئيس وزرائها الصادق المهدي ورئيس مجلس سيادتها أحمد الميرغني وبعدها اعتزل العمل السياسي ليتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.
أرى أن تجربة سوار الذهب هي المحرك الرئيسي لعمل المجلس العسكري المصري ، فهو يحاول أن يدخل التاريخ بتكرار ما فعله سوار الذهب ، فما ينفك يعلن أنه لا يريد سلطانا ، وأنه يريد العودة إلى ثكناته بعد أن يسلم سلطاته إلى مدنيين أقدر منه على تولي القيادة .
ومن الطبيعي أن ترى من يتشكك في هذه الرغبة ، كما سترى من يستغرب ألا يكون هناك رغبة عند رئيس وزراء مصر (عصام شرف) أن يرشح نفسه للرئاسة ، لما يمتلك من مقوماتها ، منكرا بذلك أن يكون هناك من يعشق وطنه ، ويحاول أن يفعل أكثر من أن يكون حاكما صالحا لها ،وهو أن يهيئ لها قالبا لحكام صالحين .
أمثال أسورة الذهب تلك ، هم من يعطون المثل والقدوة ، هم من يحرجون القادمين من الحكام ، بما يرسونه من العدالة والحرية ، وما يزرعونه من بذور حكم رشيد تجني ثمارها الشعوب ، شعوب لا تريد أن يحكمها شخص يسمى "شرف" لعام أو عامين ، وإنما يريدون أن يحكمهم الشرف نفسه في نفوس كل حكامهم القادمين .
سيظل التاريخ يكتب عن هؤلاء بحروف ذهبية تشبههم ، بلا تشكك ، وسنظل نذكرهم في كل لحظة رخاء ستمر على بلادنا ، ليس كحكاما صالحين، وإنما كمن أسسوا لنا صلاح الحكم نفسه .
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق