الخميس، 21 أبريل 2011

في فساد التوقيت الصيفي !!


و وقف الرجل أمام عدسات التلفاز ، ليؤكد وبكل قوة ، أن مصر هي الدولة الوحيدة في العااااااالم بأسره ، التي تستخدم التوقيت الصيفي !!!.

لم أتضايق من تأكيده ، فقد كنت على شبه يقين ، أن المذيع الذي سيظهر على الشاشة بعد إنتهاء هذا التقرير  ، سينفي هذه المعلومة او سيصححها على الأقل ، ويخبر المشاهدين ، أن هناك الكثير من دول العالم تستخدم هذا التوقيت ، بل و بالعكس في شدة الحاجة إليه (إنظر الصورة أسفل المقال) ، ولكن هذا ما لم يحدث على الإطلاق !!!.

تبادر لذهني هاجسٌ ما ، أن من يناقشون فكرة التوقيت الصيفي إعلاميا ، يتخذون من رعاية النظام السابق له حجة لإلصاق تهمة الفساد فيه ، فما دام قد أصر عليه النظام السابق ، فهي فكرة فاسدة ، مثلها مثل فكرة فصل محافظتي أكتوبر و حلوان ، فما دامت من قرارات النظام القديم فهي فاسدة بالطبع !!!.


لست ممن يدافع عن التوقيت الصيفي ، أو عن أي قرارات سابقة للنظام السابق ، ولكنني ممن يدافع عن منهجية الحوار ، و عدم إلصاق التهم الزائفة بالأفراد أو بالأفكار حتى وإن كانت بالفعل فاسدة.

ولعلني أرى أن سبب رفضي للتوقيت الصيفي هو ذاته سبب دفاعي عنه (ضد تهمة الرجل الكاذبة) ،  فمثلما أرى أنه من الكسل البشري ، أن يغير الإنسان ساعته ، لإيهام نفسه ، و محاولة إجبارها على توفير الطاقة مثلا ، مثلما أرى أنه من الكسل الفكري ، أن أرى مذيعا لم يستطع أن يجد حجة يدلل فيها على فشل هذه الفكرة ، فيترك برنامجه مرتعا لتزييف الحقائق علها توفر له هذه الحجة.


و هذا هو أصل الداء ، ومصدر فساد التوقيت الصيفي ، أن نحمل كسلنا على الوقت ، فمن لا يستطيع أن يستيقظ مبكرا ، نؤخر له الساعة ، ومن يعشق السهر ولا ينام إلا متأخرا ، نقدم له الساعة ، وإمعانا في السفه ، إستجبنا لمن لا يقدر أن يصوم رمضان كله مستيقظا ، فغيرنا له الساعة أيضا لتناسب قدراته المحدودة !!!

ذكرني هذا بما يفعله الرجل الناقص للمرأة ، حين يهينها حتى يثبت أفضليته ، بدلا من أن يتحلى بالرجولة ، أو بما يفعله الإعلامي الفاشل بمجتمعه ، حين يهتم بنقل الإشاعات و المعلومات الخاطئة ، بدلا من أن يتمسك بمهنيته ، و كم يشبه هذا ما فعلناه نحن بالوقت ، حين ظلمناه لتعويض النقص في نفوسنا ، بدلا من محاولة تهذيبها.

اصل الداء والفساد هو الكسل أو قل التكاسل ، الذي جعل كل منا بدلا من أن يحسن من ذاته ، أن يسيء للأخرين أو يعمل على تغييرهم ، ليرضي نفسه المغرورة ، وليجعلها الأفضل نسبيا ، بإهانة من حولها .

هو في الأصل فسادنا نحن ، وليس فساد التوقيت الصيفي.

ش.ز

الدول زرقاء اللون هي المستخدمة للتوقيت الصيفي ، والبرتقالية التي لم تعد تستخدمه ، و الحمراء هي التي لم تستخدمه ابدا

0 التعليقات:

إرسال تعليق