نعم ، نحن ثورة بلا رأس ، فأخبروني بالله عليكم ، كيف يسير جسد بلا رأس ؟!!!
نحن ثورة شعب ثار على الظلم ، لم يرد حكما ، لم يكن يملك تصورا لما قد يحدث فيما بعد ، ما كان يملكه مجرد كره كبير لنظام مستبد ، كره لحاشية ورئيس ظل يتعامل معهم ولسنين طويلة كالأموات !!!
كل ما تروه الآن هو نتيجة لتخبط و انعدام القيادة ، نحن بنينا جسد الثورة وقلبها ، ولكننا لم نبن رأسها ، و بالطبع لم نبن ما يحتويه من عقل !! ، في البداية كانت هذه نعمة في حربنا ضد نظام يفتش عن الرؤوس ليقطعها ، في البداية كانت عامل المفاجأة الذي أربك هذا النظام الجاهل ، فجعل يضرب في رؤوس كل من حوله ، باحثا عن عقل الثورة المفكر ، لكنها كانت ثورة قلب متألم ينبض ، لم يستطع الوصول إليه ، فظل يضرب في الأعناق حتى ضرب عنقه في النهاية !!.
أما الآن فقد صارت نقمة ، جسد الثورة لا يملك عقلا يحقق متطلبات قلبه ، جسد الثورة يتصارع عليه الجميع ، جسد الثورة تحاول ان تدخله الأقياح و الدمامل ، جسد الثورة مشتت ، كلٌ يشده في اتجاهه ، جسد الثورة لا يستطيع الحركة بلا رأس ، بلا عقل ، جسد الثورة في حاجة إلى قائد !!
فلنكن اكثر وضوحا ، فثورتنا التي تفاخرنا جميعا أنها بلا قائد ، لن تكتمل إلا إذا تجمعنا لنقرر لها قائد ، لنبني لها رأسا ، وعقلا يحرك جسدها كله في اتجاه واحد ،لن تكتمل ثورتنا إلا بوجود هذا الرأس ،لن يتطهر النظام بالكامل إلا بوجود هذا الرأس ، لن يعود الأمن إلا بوجود هذا الرأس، لن تتحقق الطموحات إلا بوجود هذا الرأس ، لن تكتمل المحاكمات بدون هذا الرأس ، لن يشعر أينا بالتغيير إلا بعد الانتهاء من بناء هذا الرأس .
كل ما لدينا الأن هو حرية قد يسئ البعض استخدامها ، وأصواتنا في انتخابات حرة نزيهة ، فلنستخدمها إذن لبناء الرأس !!! ، لا تتوقفوا بنا عند المرحلة الإنتقالية ، فلنكمل طريقنا لنقيم جسد الثورة من الأرض ، بعد ان داسه الجميع ، وألتصق به من ليس فيه.
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق