قتل الخضر عليه السلام غلاما ،وخرق سفينة ، وتبع ذلك بهدم جدار ليتيمين ، كل ذلك على مرأى ومسمع من النبي موسى ، والذي أنكر عليه فعله كله ، فهل الخضر كان قاتلا ومفسدا ، أم أنه كان سببا لتحقيق العدالة الألهية على الأرض ؟!!!
ما أدعو إليه هو نفس ما دعت إليه القصة ، الصبر ، والتروي قبل إصدار الأحكام على الأشخاص و أو على من بيديهم الأمر ، فنابليون مثلا الذي حاول أن يقمع الفوضى السياسية والأخلاقية التي أصابت بلاده بعد الثورة الفرنسية ، كان في عيون الناس حينها ديكتاتورا ، ولكنه في عيون التاريخ والأجيال التي تلته كان شيئا آخر .
أعرف أن هناك من يسخر من كلماتي الآن ، ولكن تذكر أني بدأت كل جملي السابقة بكلمة ربما ، فأنا لم أؤكد شيئا ، فربما نشكرهم ، و ربما نلومهم ، من يعلم ذلك إلا الله ، ما علينا نحن إلا الصبر ، والتفكير في كل ما نطالب به ، والأبتعاد عن التخوين والإتهامات المتبادلة ، فلنبحث عن الحق الخالي تماما من الأهواء والرغبات الشخصية ، لنطهر مطالبنا من الأفخاخ التي قد تكوّن سلسلة من الأخطاء و سلسلة أخرى من الأعداء الجدد للثورة و هذانكفيلين لأخذنا بعيدا عن الطريق السليم لتحقيق أهداف هذه الثورة .
تحياتي
لا تكن سطحيا ، و تظن أني أدعو بكلامتي إلى تجاهل محاكمة قتلة المتظاهرين ، أو إزالة جذور الفساد من هذا البلد ، فالخلاف بيننا ليس على هذا الأمر ، ولكن على الوسيلة التي ستتم بها هذه الإزالة.
ما أدعو إليه هو نفس ما دعت إليه القصة ، الصبر ، والتروي قبل إصدار الأحكام على الأشخاص و أو على من بيديهم الأمر ، فنابليون مثلا الذي حاول أن يقمع الفوضى السياسية والأخلاقية التي أصابت بلاده بعد الثورة الفرنسية ، كان في عيون الناس حينها ديكتاتورا ، ولكنه في عيون التاريخ والأجيال التي تلته كان شيئا آخر .
"ومن سخرية التاريخ أنه بينما كان نابليون في أثناء حياته يعمل على تجسيد حاجة بلاده للانضباط والنظام بعد فترة من الحرية المنفلتة، فإنه أصبح مرة أخرى بعد مماته ابنا للثورة وعدوا للحكم المطلق والأرستقراطية ورمزا للثوار والمتحدث المتمكن المنادي بالحرية (وكان هذا بفضل إعادة صياغة تاريخ حياته، تلك الحياة التي اتخذت طابعا أسطوريا)·" ول ديورانت – قصة الحضارة
علينا التروي ووضع كل القرارات والأفعال التي تمر علينا في هذا الوقت على مقياس الزمن ، وليس على مقاييس المشاعر والمصالح أو الضرر والنفع فقط ، فقرار اليوم الذي قد نذم به حكامنا ، قد نشكرهم عليه في المستقبل !! .
نعم ، ربما نشكرهم يوما ، لأنهم لم يختاروا التصادم في التعامل مع أعداء الثورة ، وآثروا تجفيفهم ، و غلق منابع نفوذهم ، شيئا فشيئا ، لينتهى الأمر بموتهم ، دون تشويا لجسد الثورة أو نفوس الشعب.
ربما نشكرهم يوما ، لأنهم إذ فعلوا ذلك ، فقد انقذوا أجيالا قادمة من التلوث ، من أن يصبحوا أعداء لثورة قد يظنوا أنها ظلمت أحد أقربائهم أو استولت على أموالهم ، أو قطعت أرزاقهم.
ربما نشكرهم يوما ، لأنهم لم يأخذوا من الثورة حقدها ، أو عنفوانها الأهوج ، وإنما نأؤوا بأهدافها السامية بعيدا ، ليحافظوا عليها دون أن يلوثها الإنتقام ، أو رد الحق بذات الطريقة الفاسدة التي أخذ به من أصحابه.
ربما نشكرهم يوما ، لأنهم لم يسرعوا في إدانة الظالم بقدر سرعتهم في تبرءة المظلوم .
ربما نشكرهم يوما ، لأنهم تحملوا كطبيب ماهر ضعطنا و صراخنا المستمر من الألم ، لكي يعالج أعضائنا المريضة لا أن يبترها كما كنا نطالبه أن يفعل.
ربما نشكرهم يوما ، لأنهم أخفوا عنا الحقيقة ، وآثروا العمل في صمت ، حتى يبقوا لدينا الأمل في الحياة.
أعرف أن هناك من يسخر من كلماتي الآن ، ولكن تذكر أني بدأت كل جملي السابقة بكلمة ربما ، فأنا لم أؤكد شيئا ، فربما نشكرهم ، و ربما نلومهم ، من يعلم ذلك إلا الله ، ما علينا نحن إلا الصبر ، والتفكير في كل ما نطالب به ، والأبتعاد عن التخوين والإتهامات المتبادلة ، فلنبحث عن الحق الخالي تماما من الأهواء والرغبات الشخصية ، لنطهر مطالبنا من الأفخاخ التي قد تكوّن سلسلة من الأخطاء و سلسلة أخرى من الأعداء الجدد للثورة و هذانكفيلين لأخذنا بعيدا عن الطريق السليم لتحقيق أهداف هذه الثورة .
علينا الصبر ، والبحث عن الحقيقة التي تساعدنا عليه ، هذا هو الطريق ، وإلا فاتباع الهوى و إرضاء الذات قد يريحنا الآن ، ويضرنا كثيرا في المستقبل.
قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)سورة الكهف
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق