السبت، 23 يوليو 2011

مهلا.. فلسنا فقط من أراد سقوط مبارك !! ..


هذه الأيام لابد أن تتخيل ، لابد أن تبدع وأنت تفكر في ما يحدث في مصر هذه الأيام ، ما بين نظريات للمؤامرة ، وبين انتماءات حزبية وتاريخية وأيدلوجية مختلفة ، شيء يجعل الجميع في حالة من التربص والاضطراب ، ويجعلهم على شفا حفرة من الخطأ ، الخطأ الذي يدخل سريعا إلى التخيلات كواحد من العوامل التي تزيدنا اضطرابا ،  وتحيل من أخطأ إلى عدو الأعداء حتى وإن كان ما فعله عن دون قصد أو حسن نية !!.

هذه الأيام هي الأكثر ضبابية ، والتي لا يستطيع المبصر فيها سوى أن يتخيل ، وحينها فأمامه طريقين أو قل نارين ، إما أن يصمت عما تخيله ، حتى لا يزيد من اضطراب من حوله ، وإما ان يعلن ما يتخيله ، فيخيف فيمن يخيف من يراهم الأخطر على مصلحة البلاد لتهدأ تحركاتهم ، ومن ناحية أخرى ، فالصمت قد يصيبك بالندم إذا ما حدث مكروه مما تخيلت ، والإعلان في ذات الوقت قد يصيب قوما بجهالة ، وللأسف عليك التخيل واتخاذ القرار ، فالوقوف هنا وخاصة لمن يملك القيادة هو الموت.

لسنا نحن فقط من أراد سقوك مبارك ، فليس كل من عادى مبارك شريفا ، وليس من كان عدو عدوي يوما فهو صديقي الآن ، هناك من طمع في السلطة التي في يد مبارك ، هناك من أرادها ، وأراد الجلوس على الكرسي الديكتاتوري نفسه ، وكان طريقه إليه هو إسقاط مبارك ، والوقوف في وجهه ، فظنناه معنا ، وقد كان ، ولكن عند نقطة معينة ، لم يعد ، بل صار يقاتلنا ، ويوقعنا في الفتن ، لا لشيء ، إلا لأنه لم تتحقق مآربه بعد !!


أعد ما قراته سابقا ، وستجد أنه قد ينطبق على الجميع الآن ، ربما المجلس العسكري ، و ربما الأخوان ، و ربما 6  أبريل ، وربما اسرائيل ، وربما أمريكا ، وربما وربما ، لن تنتهي التكهنات ، فمصر الآن كالشاة الضائعة والتي يقف ألف صياد لاصطيادها ، ولكنهم لم ينجحوا لأن كل منهم مشغول بإفشال مخطط الآخر لاصطيادها ، و ياليتهم يستمروا في ذلك حتى تصل شاتنا إلى مستقرها الآمن.

المطلوب الآن هو الثبات ، فما سيصيبنا واقفين أقل ضررا من التخبط والتحرك العشوائي وإلقاء الإتهامات هنا وهناك ، فكروا دائما في ردود أفعالكم ، وفي مصلحة من تصيب آثارها ، وحينها إتخذوا القرار المناسب دون انفعال أو استخدام للمشاعر.

هي بلادنا جميعا ، ولكن فينا من يريدها بلاده فقط .

اللهم أهلك الظالمين بالظالمين ، وأخرجنا من بينهم سالمين.


ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق