الاثنين، 22 أغسطس 2011

رمضات 21 : وأمرهم شورى بينهم


وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿۳۸الشورى

وأمرهم شورى بينهم ، فلا دكتاتورية في الإسلام ، فالمؤمنون هم ما يكون أمرهم شورى بينهم ، حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا ، أخد أمرا من الله تعالى أن يشاور أصحابه في الأمر :

وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ .. ﴿۱۵۹﴾آل عمران  

والشورى هي طلب الرأي مما هو أهل له ، وهي أصلا وقاعدة من أصول الحكم وقواعده ، وهي نظام سيلسي إسلامي سبق الكثير من النظم السياسية الحديثة ، يقول د. راغب السرجاني :

" تعتبر الشورى أصلاً من الأصول الأولى للنظام السياسي الإسلامي، بل امتدَّت لتشمل كل أمور المسلمين؛ وتأسيسًا على ذلك فإن الدولة الإسلامية تكون قد سبقت النظم الديمقراطية الحديثة في ضرورة موافقة الجماعة على اختيار مَنْ يقوم بولاية أمورها ورعاية مصالحها وتدبير شئونها؛ ممَّا يؤكِّد قيمة وفاعلية الإجماع عند المسلمين"

وقد ساند الإسلام هذا الإجماع ،وفرضه على الحكام ، وأكد أنه لا يكون أبدا على الضلالة ،  يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"إِنَّ أُمَّتِي لاَ تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلاَلَةٍ"

يقول د.راغب السرجاني :

ويهمنا أن نلاحظ أن الخليفة في الإسلام لا يمكن أن يُعطي لنفسه حق التعبير عن الإرادة الإلهية، أي أنه لا يملك أن يُصدر تشريعًا؛ لأن سلطة التشريع لجماعة المسلمين أو مجموع الأمة ، وهذا بالطبع في حالة غياب نصٍّ صريح قطعي الدلالة من القرآن والسنة.

و جوهر الإختلاف بين الشورى والديمقراطية فيكمن في مصدر السلطة ، فالسلطة المستندة لرأي الشعب في الديمقراطية ، يكون في الشورى مستندا إلى الشريعة الإسلامية ، والتي تدمغ أي رأي حتى وإن خالف إجتماع الشعب ، إذا ما وجد نص صريح قطعي الدلالة من القرآن والسنة.

وأما جوهر الإتفاق ، هو حرية الرأي ، واحترامه ، وعدم احتكاره ، هذه المزايا التي أصبحت سلاحا ذو حدين ، إذا لم تعرف آدابه ، وفتحول إلى جدل عقيم لا فائدة منه ، يقول الغزالي في كتابه تفسير موضوعي للقرأن الكريم :
"بعض الناس قد تستريح إلى عقيدة ما أو منهج ما ثم يمضي في طريقه لا يلوي على شيء ! .
 لعله يؤثر الصمت أو الجدال أو ييأس في إقناع الآخرين بصحة ما عنده وبطلان ما عندهم ، وهذا الصنف قليل في الدنيا ، أو كان يمكن أن تتسع له الحياة قديما فيحيا وحده ويموت وحده!.
أما في عصرنا فإن العلاقات العامة فرضت نفسها على الناس ، فما يستطيع أحد أن يعيش فريدا ،  كان المثل المضروب قديما (السلطان من لا يعرف السلطان) ، أما الآن فهذا متعذر ، فإن من لا يعرف السلطان سيسعى السلطان إلى معرفته وفرض نفسه عليه !!.
إن الحكم الآن صنع شبكة من العلاقات المادية والأدبية تمنع أي فرد من أن يعيش في قوقعة ، ومعنى ذلك أنه لابد من الحوار والأخذ والرد وعرض وجهات النظر والاعتماد على الدليل في الإقناع والإقتناع وإعطاء الرأي المعارض حق الحياة ما دام مصحوبا بالإخلاص و التجرد "

اللهم اجعل أمرنا شورى بيننا وأرزقنا الحكمة الأخلاص يا رب العالمين.

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق