في إسلامنا لا شئ مقدس إلا الله ورسوله ! ، عدا ذلك فكل
يؤخذ من كلامه و يرد عليه ، وأقسم بالله أنه لو أتاني الآن عمر بن الخطاب وأبو بكر
الصديق ليخبراني بدعمهما لخيرت الشاطر ساقين إلي تلك المبررات الواهية التي يسوقها
الإخوان المسلمون لما قبلت بها ، بل و اعترضت رأيهما !! .
نعم سأعترض أي رأي يفرق شمل الأمة والوطن ، يجعل الشعب
تائها حائرا لا يفهم ، سأعترض طريق أي جماعة أو حزب -حتى وإن كنت منتميا إلى
توجهه- وأنا أراه ينفصل عن الناس ، يملي عليهم ولا يأتمر بأمرهم ، يظن دائما أنه
يعرف مصلحتهم ، واثقا - بكل غرور - من دعمهم ، ينسبهم إليه ويقول شعبه ، متناسيا
أنه هو من في الأصل المنسوب إليهم وخدامهم !!.
تناسى الإخوان دروس الماضي ، القريبة قبل البعيدة ،
تناسوا مناهجهم ، تناسوا كل شئ فيه مصلحتهم قبل مصلحة الوطن حتى ، يطلبون ثقة
الناس ، وهم -بأفعالهم- يشككون فيهم ، يظنون أن تأييدهم لمرشح يجعل منه منتصرا و
هو ما لم يحدث في حالات كثيرة كان فيها منافسهم الأقرب للناس منهم (عمرو الشوبكي ،
وعمرو حمزاوي) ، يتخيلون بأنهم إن امتلكوا الرؤية و سلطات التنفيذ فهم قادرون على
تحقيق أهدافهم ، مهمشين تماما شعبا و أفرادا لن يعمل بعد اليوم دون أن يفهم ، فلا
مجال الآن لصفقات المخفية ومعلومات لا تقال ، وإن كانت فلا مجال لحجج واهية لا
تفهم ، فالإعتذار على الخطأ أهون ألف مرة من التبرير والتحجج بجسامة ما يحاك ما
وراء الستار ، وبأننا شعبهم الأطفال الذين يخبؤون عنه ما يدبر له من مكائد وأهوال
!! .
لن أدعوهم حزبا وطنيا ، ولن أشبههم بكاذبوا الجيش ، فلا
زلت أحمل احتراما لأفراد منهم ، فالأفعال إن تشابهت مع تباين الأشخاص اختلفت ،
ولكنني أذكرهم بأن شعب مصر لم يتغير ، وأن مردود هذه الأفعال عليه لن تختلف ،
وعليهم بصفتهم جهة شرعية تم انتخابها أن يحسنوا إدارة الحوار والتواصل بينهم وبينه
، فإن لم يحسنوها ، كانت لنا كأفعال الوطني تماما حتى وإن حسنت نواياهم !!.
ولا يظن أحدا أن هذا خلافا أيدلوجيا ، فأظنني منتميا
لنفس التوجه الإسلامي (ولن أسميه التوجه الإخواني) ، ولكنني لا أتبع أحدا إلا الله
ورسولي ، ولن أسأل إلا عن اجتهادي ، ولن أطالب يوما أن يتعامل أحد مع مكتب الإرشاد
او الجماعة بمنطق المحظورة التي علينا تفكيكها أمنيا لنأمن شرها ، لأنني أولا لا
أكن لهم العداء ولا أحقر من آرائهم ، بل إنني أرى فيها الصواب أحيانا ، وأريدها أن
تنفتح على ما هو بخارجها من الآراء لتكتمل وجهة وطن هم جزء لا يستهان فيه ، ثانيا
أنني حتى و إن كنت أناصبهم العداء فطريقي لحلّهم لن يكون إلا فكريا ، بهز ثقة أجيالهم
الجديدة بالمنطق والحجة التي بدأوا يفقدونها الآن في التعامل معهم ، وأظنهم إن لم
يدركوا أخطائهم الآن فهم أول من يساعدني على هذا الطريق !! .
لست أدعي كوني ممثلا عن الشعب ، ولكنني أعتبر نفسي
معيارا منصفا يعلم القريب مني قبل البعيد أني كنت داعما لتوجهاتهم ، داعيا المسيحي
إليها قبل المسلم ، مبررا أعمالهم بالمنطق والإخلاص والثقة التي كنت أراها في عيون شبابهم ، وفي ثقة أناس فقراء
كانوا يدعموهم دون أن يعرفونهم ، كنت ولا زلت معيارا منصفا يخبرهم الآن بأن الأناس
البسطاء ما عادوا يفهمونهم ، بل و يرونهم يخططون عليهم لا يخططون لهم ، يرونهم طلّاب
سلطة ، لم يكتفوا بما في أيديهم ، طماعون ، كاذبون ، يغيرون آراءهم ألف مرة ،
يخطئون ألف مرة ، ولم يعتذروا لهم حتى مرة واحدة !
و كما أسلفت فهي مشكلتهم ، إما إنهم كما يتصور الناس ،
وإما إنهم عاجزون عن شرح وجهة نظرهم بالطريقة التي يفهمها الناس ، و هو ما يشعرني
أحيانا أنهم يصعدون الآن إلى مراتب النخبة التي تتحدث عن مصلحة الشعب التي لا
يفهمها !!!
أدعوا الله أن ينصر الحق أولا ، وأن يعيننا على تقويمكم
، وأن نساعدكم ألا يكتب في تاريخ مصر قبل تاريخكم ، أنكم قد استغليتم الثورة
لصالحكم ، ولم تستطع الثورة أن تستغل تنظيمكم لصالحها ! .
تحياتي
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق