الأحد، 1 أبريل 2012

أخوان لا يفهمون !!


في إسلامنا لا شئ مقدس إلا الله ورسوله ! ، عدا ذلك فكل يؤخذ من كلامه و يرد عليه ، وأقسم بالله أنه لو أتاني الآن عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق ليخبراني بدعمهما لخيرت الشاطر ساقين إلي تلك المبررات الواهية التي يسوقها الإخوان المسلمون لما قبلت بها ، بل و اعترضت رأيهما !! .

نعم سأعترض أي رأي يفرق شمل الأمة والوطن ، يجعل الشعب تائها حائرا لا يفهم ، سأعترض طريق أي جماعة أو حزب -حتى وإن كنت منتميا إلى توجهه- وأنا أراه ينفصل عن الناس ، يملي عليهم ولا يأتمر بأمرهم ، يظن دائما أنه يعرف مصلحتهم ، واثقا - بكل غرور - من دعمهم ، ينسبهم إليه ويقول شعبه ، متناسيا أنه هو من في الأصل المنسوب إليهم وخدامهم !!.

لست على استعداد أن ألبس عباءة آبائي ، فيُكتب في التاريخ أني من جيل سمح بوجود أمثال هذه الجماعات والأحزاب ، بل وترك لهم الحبل على الغارب - ثقة في اتجاهاتهم - حتى فسدوا ، سأرضى فقط بأن أكون الشوكة التي في ظهورهم ، والسيف الذي يقوم اعوجاجهم ، ما دمت شعبا لا أريد إلا أن أُحكم ولا أحكم !!.

تناسى الإخوان دروس الماضي ، القريبة قبل البعيدة ، تناسوا مناهجهم ، تناسوا كل شئ فيه مصلحتهم قبل مصلحة الوطن حتى ، يطلبون ثقة الناس ، وهم -بأفعالهم- يشككون فيهم ، يظنون أن تأييدهم لمرشح يجعل منه منتصرا و هو ما لم يحدث في حالات كثيرة كان فيها منافسهم الأقرب للناس منهم (عمرو الشوبكي ، وعمرو حمزاوي) ، يتخيلون بأنهم إن امتلكوا الرؤية و سلطات التنفيذ فهم قادرون على تحقيق أهدافهم ، مهمشين تماما شعبا و أفرادا لن يعمل بعد اليوم دون أن يفهم ، فلا مجال الآن لصفقات المخفية ومعلومات لا تقال ، وإن كانت فلا مجال لحجج واهية لا تفهم ، فالإعتذار على الخطأ أهون ألف مرة من التبرير والتحجج بجسامة ما يحاك ما وراء الستار ، وبأننا شعبهم الأطفال الذين يخبؤون عنه ما يدبر له من مكائد وأهوال !! .

لن أدعوهم حزبا وطنيا ، ولن أشبههم بكاذبوا الجيش ، فلا زلت أحمل احتراما لأفراد منهم ، فالأفعال إن تشابهت مع تباين الأشخاص اختلفت ، ولكنني أذكرهم بأن شعب مصر لم يتغير ، وأن مردود هذه الأفعال عليه لن تختلف ، وعليهم بصفتهم جهة شرعية تم انتخابها أن يحسنوا إدارة الحوار والتواصل بينهم وبينه ، فإن لم يحسنوها ، كانت لنا كأفعال الوطني تماما حتى وإن حسنت نواياهم !!.

ولا يظن أحدا أن هذا خلافا أيدلوجيا ، فأظنني منتميا لنفس التوجه الإسلامي (ولن أسميه التوجه الإخواني) ، ولكنني لا أتبع أحدا إلا الله ورسولي ، ولن أسأل إلا عن اجتهادي ، ولن أطالب يوما أن يتعامل أحد مع مكتب الإرشاد او الجماعة بمنطق المحظورة التي علينا تفكيكها أمنيا لنأمن شرها ، لأنني أولا لا أكن لهم العداء ولا أحقر من آرائهم ، بل إنني أرى فيها الصواب أحيانا ، وأريدها أن تنفتح على ما هو بخارجها من الآراء لتكتمل وجهة وطن هم جزء لا يستهان فيه ، ثانيا أنني حتى و إن كنت أناصبهم العداء فطريقي لحلّهم لن يكون إلا فكريا ، بهز ثقة أجيالهم الجديدة بالمنطق والحجة التي بدأوا يفقدونها الآن في التعامل معهم ، وأظنهم إن لم يدركوا أخطائهم الآن فهم أول من يساعدني على هذا الطريق !! .
لست أدعي كوني ممثلا عن الشعب ، ولكنني أعتبر نفسي معيارا منصفا يعلم القريب مني قبل البعيد أني كنت داعما لتوجهاتهم ، داعيا المسيحي إليها قبل المسلم ، مبررا أعمالهم بالمنطق والإخلاص والثقة  التي كنت أراها في عيون شبابهم ، وفي ثقة أناس فقراء كانوا يدعموهم دون أن يعرفونهم ، كنت ولا زلت معيارا منصفا يخبرهم الآن بأن الأناس البسطاء ما عادوا يفهمونهم ، بل و يرونهم يخططون عليهم لا يخططون لهم ، يرونهم طلّاب سلطة ، لم يكتفوا بما في أيديهم ، طماعون ، كاذبون ، يغيرون آراءهم ألف مرة ، يخطئون ألف مرة ، ولم يعتذروا لهم حتى مرة واحدة !

و كما أسلفت فهي مشكلتهم ، إما إنهم كما يتصور الناس ، وإما إنهم عاجزون عن شرح وجهة نظرهم بالطريقة التي يفهمها الناس ، و هو ما يشعرني أحيانا أنهم يصعدون الآن إلى مراتب النخبة التي تتحدث عن مصلحة الشعب التي لا يفهمها !!!

أدعوا الله أن ينصر الحق أولا ، وأن يعيننا على تقويمكم ، وأن نساعدكم ألا يكتب في تاريخ مصر قبل تاريخكم ، أنكم قد استغليتم الثورة لصالحكم ، ولم تستطع الثورة أن تستغل تنظيمكم لصالحها ! .

تحياتي

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق