ما
الذي قد يجمع د.محمد
البرادعي و الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل
؟!
لا
تستغرب السؤال ، أعلم تمام العلم أن معظم
الناس ترى فيهما طرفي النقيض و الخطان
اللذان لن يلتقيا أبدا ، ولكنني وبعد
تدقيق وجدت أن لديهما من المشتركات الكثير
!! . فرغم اختلافهما
في مضمون الفكرة ووجودهما بالفعل على
طرفي نقيض صعب الإلتقاء ، إلا أن الشخصان
لديهما أسلوب مشترك في التعامل مع فكرته
كل في أرضه ، بل أن كلاهما يحمل خصائص
شخصية متشابهة إلى حد كبير تجعل منهما
توأمان سياسين ولكن كل منهما يتعامل بما
لديه من أدوات !!.
البرادعي
، وهو الحقوقي الحاصل على جائزة نوبل ،
يخبرنا دائما بأنه يمتلك – - ولا
يزال - فكرته الحديثة
المبنية على حقوق الإنسان والمؤمنة
بالحرية منهجا يضمن تقدم هذه البلاد ، في
البداية يبدو البرادعي ديمقراطيا ، يحاول
تجميع أركان فكرته من خلال القوى السياسية
التي تحيطه ، ولكنه في النهاية ولأنه يرفض
تعديل الفكرة للتناسب مع المجتمع المصري
لا يستطع تنفيذها بحذافيرها التي رآها
في مخيلته ، فتراه يعلن انسحابه مفضلا
تنفيذ فكرته منفردا ، فهو لا يرى مشروعه
في يد الآخرين يعبثون به ، ويغيرون من
لغته لتتناسب مع شعب لا يفهمه ، لا يدرك
أنه حينها ينفصل عن جزء من الشارع ، ويبتعد
عن التوافق ، ينتظر أن يدخل الجميع تحت
دائرته ولا يرضى أن تتقاطع دائرته -المقدسة
في وجهة نظره- مع
الدوائر الملتوية -من
وجهة نظره أيضا- للآخرين
!!.
حازم
، وهو الداعية الإسلامي والمحامي المشهور
، يعلن دائما وبكل جرأة أنه أتى ليرفع
لواء الشريعة التي خجل من رفعها الآخرون
، يزين دعوته بشعارات الكرامة والعزة
التي سيعمل على تعزيزها ، في البداية يبدو
أبو إسماعيل منفتحا ، يتحدث مع جميع
الألوان والأطياف ، يعرض منهجه أمام
الجميع لمشاركته أياها ، ولكنه وفي النهاية
يرفض المساس بمبادئ منهجه أو مرجعيته ،
فتراه يرفض التوافق مع الإسلامين أمثاله
بدعوى اختلافهم في هذه المبادئ والمرجعية
، يراهن أنه يستطيع السير منفردا وتحقيق
فكرته بنفسه ، يفرض سياجا دينيا على أفكاره
، فينفصل هو الآخر عن جزء مختلف من الشارع
، ويبتعد أيضا عن التوافق ، يخبرنا بأعداءه
المتربصين به وبمشروعه المختلف ، والذي
سيحميه من التقاطع مع الآخرون حتى لا
يفسدوا مرجعيته ومبادئه !!.
أكثر ما يزيد التشابه بين البرادعي وحازم هم البرادعاويون والحازمون أنفسهم!! ، فأتباع البرادعي وحازم يتشابهون ولحد كبير في كثير من الأشياء ، فكلاهما لا يشك ولو للحظة فيهما ، كلاهما يدافع عنه باستماتة ويبرر له أخطاءه وهفواته ، كلاهما يشكك في الطرف الآخر ويتهمه بغير علم ، فترى الحازمون يعيبون في البرادعي ويشككون في ديانته وأهله! ، وتري البرادعاويون يعيبون في حازم وفي أخلاقه وفي تدينه المصطنع ! ، كلاهما يتحدث بلغته التي لا يفهمها الآخرون ، فهذا يتحدث بقمة التعالي النخبوي عن البسطاء والجهلاء والمخدوعون الذين يرون في حازم رجل تقيا يريدونه رئيسا لهم ، وهذا يتحدث بقمة التعالي الديني عن هؤلاء المثقفين الفجرة الذين يريدونها دولة ملحدة لا تحكمها الشريعة !! ، كلاهما مفتونون بمن يؤيدون ، فتنة عمياء ، لا عقل يرشدها ، ولا قلب يفتيها ، مجرد تعصب يشبه كثيرا أي تعصب كروي بغيض لا ينتج عنه سوى الكراهية! .
لا
يمكن لأي من الحازمون أو البرادعاوين أن
يختاروا رئيسا جيدا ، ليس لأن أيا من
البرادعي أو حازم مرشحين سيئين ، ولكن
لأنهم بأفعالهم تلك يغيبون عن نصرة مرشحهم
في أهم الأوقات التي يحتاجهم فيها ، وهي
لحظة خطئه ، وهو ما قد يجعله يخسر هذا
السباق ، أو يجعله رئيسا سيئا ، يفعل ما
يشاء ، لأنه سيجد من يهللون له بل و يبررون
كل هذه الأخطاء !!.
إن
أردت أن تصبح حازما أو برادعاويا ، أو
بصيغة أخرى مدافعا مستميتا عن مرشح يمثل
فكرة لا يمثلها شخص سواه ، فلتنتصر للفكرة
قبل الشخص ، ولا تحاول أن تقرنهما معا ،
حتي إن أخطأ الشخص أو انكسر ، استطعت أن
ترى المنهج في شخص غيره وتحققه فيه ، ولكي
لا تجعل من هذا الشخص ديكتاتورا يفزعك
بضياع الفكرة بدلا من أن يفزعك بالحرب
أو الإرهاب أو الدين !!.
تحياتي
ش.ز
يتبع
في
اختيار الرئيس : شاطرون
و مرسيون و كتاتنة !!
0 التعليقات:
إرسال تعليق