الأربعاء، 11 أبريل 2012

في اختيار الرئيس : برادعاويون أو حازمون !!


ما الذي قد يجمع د.محمد البرادعي و الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل ؟!

لا تستغرب السؤال ، أعلم تمام العلم أن معظم الناس ترى فيهما طرفي النقيض و الخطان اللذان لن يلتقيا أبدا ، ولكنني وبعد تدقيق وجدت أن لديهما من المشتركات الكثير !! . فرغم اختلافهما في مضمون الفكرة ووجودهما بالفعل على طرفي نقيض صعب الإلتقاء ، إلا أن الشخصان لديهما أسلوب مشترك في التعامل مع فكرته كل في أرضه ، بل أن كلاهما يحمل خصائص شخصية متشابهة إلى حد كبير تجعل منهما توأمان سياسين ولكن كل منهما يتعامل بما لديه من أدوات !!.

البرادعي ، وهو الحقوقي الحاصل على جائزة نوبل ، يخبرنا دائما بأنه يمتلك – - ولا يزال - فكرته الحديثة المبنية على حقوق الإنسان والمؤمنة بالحرية منهجا يضمن تقدم هذه البلاد ، في البداية يبدو البرادعي ديمقراطيا ، يحاول تجميع أركان فكرته من خلال القوى السياسية التي تحيطه ، ولكنه في النهاية ولأنه يرفض تعديل الفكرة للتناسب مع المجتمع المصري لا يستطع تنفيذها بحذافيرها التي رآها في مخيلته ، فتراه يعلن انسحابه مفضلا تنفيذ فكرته منفردا ، فهو لا يرى مشروعه في يد الآخرين يعبثون به ، ويغيرون من لغته لتتناسب مع شعب لا يفهمه ، لا يدرك أنه حينها ينفصل عن جزء من الشارع ، ويبتعد عن التوافق ، ينتظر أن يدخل الجميع تحت دائرته ولا يرضى أن تتقاطع دائرته -المقدسة في وجهة نظره- مع الدوائر الملتوية -من وجهة نظره أيضا- للآخرين !!.

حازم ، وهو الداعية الإسلامي والمحامي المشهور ، يعلن دائما وبكل جرأة أنه أتى ليرفع لواء الشريعة التي خجل من رفعها الآخرون ، يزين دعوته بشعارات الكرامة والعزة التي سيعمل على تعزيزها ، في البداية يبدو أبو إسماعيل منفتحا ، يتحدث مع جميع الألوان والأطياف ، يعرض منهجه أمام الجميع لمشاركته أياها ، ولكنه وفي النهاية يرفض المساس بمبادئ منهجه أو مرجعيته ، فتراه يرفض التوافق مع الإسلامين أمثاله بدعوى اختلافهم في هذه المبادئ والمرجعية ، يراهن أنه يستطيع السير منفردا وتحقيق فكرته بنفسه ، يفرض سياجا دينيا على أفكاره ، فينفصل هو الآخر عن جزء مختلف من الشارع ، ويبتعد أيضا عن التوافق ، يخبرنا بأعداءه المتربصين به وبمشروعه المختلف ، والذي سيحميه من التقاطع مع الآخرون حتى لا يفسدوا مرجعيته ومبادئه !!.


أكثر ما يزيد التشابه بين البرادعي وحازم هم البرادعاويون والحازمون أنفسهم!! ، فأتباع البرادعي وحازم يتشابهون ولحد كبير في كثير من الأشياء ، فكلاهما لا يشك ولو للحظة فيهما ، كلاهما يدافع عنه باستماتة ويبرر له أخطاءه وهفواته ، كلاهما يشكك في الطرف الآخر ويتهمه بغير علم ، فترى الحازمون يعيبون في البرادعي ويشككون في ديانته وأهله! ، وتري البرادعاويون يعيبون في حازم وفي أخلاقه وفي تدينه المصطنع ! ، كلاهما يتحدث بلغته التي لا يفهمها الآخرون ، فهذا يتحدث بقمة التعالي النخبوي عن البسطاء والجهلاء والمخدوعون الذين يرون في حازم رجل تقيا يريدونه رئيسا لهم ، وهذا يتحدث بقمة التعالي الديني عن هؤلاء المثقفين الفجرة الذين يريدونها دولة ملحدة لا تحكمها الشريعة !! ، كلاهما مفتونون بمن يؤيدون ، فتنة عمياء ، لا عقل يرشدها ، ولا قلب يفتيها ، مجرد تعصب يشبه كثيرا أي تعصب كروي بغيض لا ينتج عنه سوى الكراهية! .

لا يمكن لأي من الحازمون أو البرادعاوين أن يختاروا رئيسا جيدا ، ليس لأن أيا من البرادعي أو حازم مرشحين سيئين ، ولكن لأنهم بأفعالهم تلك يغيبون عن نصرة مرشحهم في أهم الأوقات التي يحتاجهم فيها ، وهي لحظة خطئه ، وهو ما قد يجعله يخسر هذا السباق ، أو يجعله رئيسا سيئا ، يفعل ما يشاء ، لأنه سيجد من يهللون له بل و يبررون كل هذه الأخطاء !!.

إن أردت أن تصبح حازما أو برادعاويا ، أو بصيغة أخرى مدافعا مستميتا عن مرشح يمثل فكرة لا يمثلها شخص سواه ، فلتنتصر للفكرة قبل الشخص ، ولا تحاول أن تقرنهما معا ، حتي إن أخطأ الشخص أو انكسر ، استطعت أن ترى المنهج في شخص غيره وتحققه فيه ، ولكي لا تجعل من هذا الشخص ديكتاتورا يفزعك بضياع الفكرة بدلا من أن يفزعك بالحرب أو الإرهاب أو الدين !!.

تحياتي
ش.ز

يتبع
في اختيار الرئيس : شاطرون و مرسيون و كتاتنة !!

0 التعليقات:

إرسال تعليق