الأحد، 15 أبريل 2012

في اختيار الرئيس : شاطرون أو مرسيون أو كتاتنة !!


لا ينقص الإخوان -من وجهة نظري- أي شئ ليحكموا هذه البلاد أو على الأقل ليصبح لهم دورا كبيرا في رسم سياستها القادمة ، الإخوان يملكون المنهج و النظام ، ولا يعوق تقدمهم نحو السلطة إلا شيئين لا ثالث لهما ، الإسلوب والمرجعية !!


سأبدأ بالثانية ، فالمرجعية الدينية - التي يعلنها الإخوان دائما في خطابهم - تبني حاجزا بينهم وبين بعضا من الفصائل الأخرى التي لا ترضى احتكار هذه المرجعية أو تراها جزءً من العنصرية التي تمارسها الجماعة والتي تستخدمها في الدعاية لها ضد كل من يهاجمها.

هذه العقبة كنت أظن أنها من الممكن تجاوزها بتغيير إسلوب تعامل الجماعة مع الأجواء السياسية الجديدة ، أجواء تأتي بعد ثورة أعادت لهم الكثير من الحقوق التي سلبت منهم من الأنظمة السابقة ، ولكنهم جعلوا من إسلوبهم معضلة أخرى صعب على الكثير فهمها و حلها، فالإسلوب التي اعتمدته الجماعة هو اسلوب أقرب إلى الإسلوب العسكري ، فمجلس الشوري يقرر والجميع ينفذ ، حتى وإن أخطأت القيادة ، فلا مجال لمخالفة القرار ، فتماسك المؤسسة وضمان سلامتها أهم من ‬أي شئ آخر حتى وإن كان الوطن ، فالوطن لديهم هو الجماعة !!.

هذا الإسلوب الذت انتهجته الجماعة والذي اتضح وبشدة في تراجعها عن عدم الدفع بمرشح رئاسي ، والعودة لترشيح المهندس خيرت الشاطر ، جعل الجميع ينظر إلى الجماعة نظرة المستبد الذي يريد فرض رؤيته الخاصة لنهضة البلاد دون الإعتبار لمن سيشاركه في تنفيذ هذه الرؤية ه ، فلا يمكن لفصيل واحد أي كان أن يمتلك الرؤية وأدوات التنفيذ جميعها ، وهذا ما جعل الإخوان يستشعرون الخطر على رؤيتهم ، وعدم قدرتهم على تنفيذها بحذافيرها ، وهنا قرروا محاولة امتلاك هذه الأدوات !!.

ما يميز الإخوان -أو في رواية أخرى الشاطرون أو المرسيون أو الكتاتنة- هو وجود المنهج ، وأسوء ما فيهم هو إسلوب تسويقهم لذلك المنهج ، فهم كلاعب الكرة المهاري الذي يلعب لفريق يفتقر بقية لاعبيه إلي المهارة التي يمتلك ، يقرر اللاعب أن يمسك بالكرة وينطلق بها نحو المرمى منفردا باستخدام مهارته ، يراهن اللاعب على استطاعته تسجيل الهدف بينما تتابعه نظرات وصيحات بقية أفراد الفريق ، الحقد ينبت في صدور بعضهم فيتمنى له السقوط ، و ينتظر البعض الآخر النتيجة كي يلعنه إن أخطأ ، وينافقه إن نجح !!.

ما لم يدركه اللاعب أن مسئوليته في هذا الفريق لا تنحصر فقط في تسجيل الأهداف ، ولكن في تطوير آداء رفقاء فريقه ، لأنه حتى وإن كان ذو مهارة لا يملكها سواه ، فهو عرضة للسقوط أو الخطأ ، وهذا يعني حينها خسارة فريقه إن لم يوجد من يحل محله حتي وإن كان يحمل مهارة تختلف عن مهارته . وهذا ما يعد عيبا كبيرا في إسلوب الإخوان ، فبدون افتراض سوء النوايا (والذي يجعلهم أقرب للحزب الوطني الذي يتعمد إضعاف من حوله ليبقى وحيدا ممسكا بالكرة) أجد أن على الإخوان الخروج من حالة جمودهم واعتمادهم علي منهجهم فقط ، وتطوير آدائهم بالانفتاح على الآخر وتبادل الخبرات فيما بينه وبينهم ، مع تقديري لمحاولتهم في ذلك وما يلقونه من التشكيك والتخوين في هذا السبيل.

أنا على يقين أن اللاعب يستطيع منفردا تسجيل الهدف ، وأن فريقه يمكنه الفوز من خلاله الانتصار في هذه المباراة ، ولكنني يساورني الشك في قدرة الفريق علي الإنتصار بالمزيد من المباريات أو الفوز بالبطولة بالاعتماد فقط على مهارة لاعب واحد !!.


تحياتي للشاطرون أو المرسيون أو الكتاتنة

يتبع
خائفون و ميكافيليون

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق