وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
البقرة ٢٣٧
يقول
الشعراوي في إحدى خواطره :
"وليس
فوق العدل إلا الفضل"
فالعدل
إن كان يعيد الحقوق إلى أصحابها ، فالفضل
من يزيد تلك الحقوق لأصحابها ، فمن زاد
فضله زادت حقوقه على الناس وإن اختلفت
أشكال تلك الحقوق أو أنواعها.
والفضل
هو الزيادة التي لا حاجة لها ، وكم منا
يمتلك من فضل أمواله التي لا يحتاجها ،
فإن سألها أحدهم منه قرضا ليسد بها حاجته
أبى ، وحفظها عنده خشية حاجة قد تصيبه هو
، ولا يعلم أنه إن سد حاجة أخيه ، فرج الله
عليه حاجته ، وفتح له طرقا قد تغلق بمنعه
فضل ما يملك عن الناس ، وأن الله قد رزقه
الفضل ليسد به حاجة ما ، فإن لم يسد به
حاجة غيره ، سد به حاجة قد تصيبه ، فكان
بمنعه الفضل عن غيره جاذبا للحاجة نحوه.
والفضل
ليس في الأموال فقط ، الفضل في الصحة
والطعام والشراب والقوة و الوقت وجميع
أنواع الرزق ، فمن منا يجد لديه فضلا من
صحة أو قوة فيساعد مريضا أو ضعيفا بلا
مقابل ؟! ،
ومن منا يجد لديه وقتا فيتطوع بجزء منه
للآخرين بدلا من تضييعه فيما لا ينفع ؟!
، ومن
منا تبقى لديه القليل من طعامه فأعطاه
لأول جائع يراه بدلا من احتفاظه به حتي
يفسد فيرميه ؟!
فالفضل
حقا فوق العدل ، فإن اعطى كل منا فضل ما
لديه ، لخف اعوجاج الموازيين ، فقد يعادل
ما يعطيه الناس من فضلهم ما منعوه من
الحقوق التي عليهم ، ولخفت صرخات الناس
المطالبين بالعدل للحصول على حقوقهم
الضائعة ، فمن تنازل عن بعضا من حقوقه
وفضل ما لديه ، وجد من يتنازل يوما عن
حقوقه لديه .
فلا
تنسوا الفضل بينكم ، واجعلوه لوجه الله
، وتذكروا قول الله تعالى :
وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
النور ٢٢
تحياتي
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق