الأحد، 12 أغسطس 2012

رمضات ٢٣ : ولا تنسوا الفضل بينكم ..


وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
البقرة ٢٣٧


يقول الشعراوي في إحدى خواطره :

"وليس فوق العدل إلا الفضل"

فالعدل إن كان يعيد الحقوق إلى أصحابها ، فالفضل من يزيد تلك الحقوق لأصحابها ، فمن زاد فضله زادت حقوقه على الناس وإن اختلفت أشكال تلك الحقوق أو أنواعها.

والفضل هو الزيادة التي لا حاجة لها ، وكم منا يمتلك من فضل أمواله التي لا يحتاجها ، فإن سألها أحدهم منه قرضا ليسد بها حاجته أبى ، وحفظها عنده خشية حاجة قد تصيبه هو ، ولا يعلم أنه إن سد حاجة أخيه ، فرج الله عليه حاجته ، وفتح له طرقا قد تغلق بمنعه فضل ما يملك عن الناس ، وأن الله قد رزقه الفضل ليسد به حاجة ما ، فإن لم يسد به حاجة غيره ، سد به حاجة قد تصيبه ، فكان بمنعه الفضل عن غيره جاذبا للحاجة نحوه.

والفضل ليس في الأموال فقط ، الفضل في الصحة والطعام والشراب والقوة و الوقت وجميع أنواع الرزق ، فمن منا يجد لديه فضلا من صحة أو قوة فيساعد مريضا أو ضعيفا بلا مقابل ؟! ، ومن منا يجد لديه وقتا فيتطوع بجزء منه للآخرين بدلا من تضييعه فيما لا ينفع ؟! ، ومن منا تبقى لديه القليل من طعامه فأعطاه لأول جائع يراه بدلا من احتفاظه به حتي يفسد فيرميه ؟!

فالفضل حقا فوق العدل ، فإن اعطى كل منا فضل ما لديه ، لخف اعوجاج الموازيين ، فقد يعادل ما يعطيه الناس من فضلهم ما منعوه من الحقوق التي عليهم ، ولخفت صرخات الناس المطالبين بالعدل للحصول على حقوقهم الضائعة ، فمن تنازل عن بعضا من حقوقه وفضل ما لديه ، وجد من يتنازل يوما عن حقوقه لديه .

فلا تنسوا الفضل بينكم ، واجعلوه لوجه الله ، وتذكروا قول الله تعالى :


وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 
النور ٢٢


تحياتي
ش.ز


0 التعليقات:

إرسال تعليق