تحدثني
نفسي بالهجرة !!
نعم
، ليست الهجرة هروبا أو خوفا ، ولا الهجرة
طمعا في مزيد من الأموال ، ولا في حياة
رغدة يمكن أن أشتم فيها هواء نظيفا بعيدا
عن تلوث هواء بلادي ، تحدثني نفسي بأني
لا بد لي من هجرة بحثا عن الأنصار !!
،
لست نبيا ، ولم يأتني يوما وحي من السماء
، ولكنني لدي فكرة حق أو رسالة أبحث لها
عن هواء ينميها ، أبحث لها عن نصير ليحميها
، فكرة سأشعر طوال العمر بالذنب إن بقيت
جالسا بجوارها وأنا أشاهدهم يحفرون لها
الأرض ليدفنوها !!.
تحدثني
نفسي بالهجرة ، ووأتساءل:
و
لم لا ؟!
،
فلم يحمل أحد مثل أفكاري إلا صار حديث
تعجب قومه واستغرابهم ، فباتوا بين متفرج
عليه يود تقليده وهو مستسلم لواقعه ، وبين
مستهزئ يحاول وأد فكرته لإيجاد حجة ذلك
الاستهزاء !!
تحدثني
نفسي بالهجرة ، وهي حزينة ، أيخرجني قومي
وأنا من أريد صلاحهم ، أيخرجوني وأنا عزي
عزهم وذلي ذلهم ؟!،
أيخرجوني من وطن يعيش بداخلي ولا أعيش
فيه ؟!
،
تحدثني نفسي بالهجرة و أرضى ، فما الوطن
إذا لم تترك على أرضه أثرا لقدمك ، ما
الوطن إذا ما باتت فيه فكرة إصلاح فكرة
غريبة !!
،
فكرة يسومها سوء العذاب ، ويتحايل عليها
جميع المتحايلون ، تحدثني نفسي للبحث عن
وطن عدل تنمو فيه أفكاري ، فتفئ بظلها
وثمارها على وطني الذي سيظل دوما ..
بداخلي
..
تحدثني
نفسي بالهجرة فابحث عن صديق ، رفيق يشاركني
رحلة لا أعلم لها نهاية ، رحلة طويلة تحتاج
من يزرع على جنباتها الأمل إذا ما يأست ،
وتحتاج من يشد ظهري ويرفع رأسي إذا ما
ضعفت ، تحتاج رفيقا وطنه أفكاري ، يخشى
عليها أكثر مما قد يخشى على نفسه أو علي
!!
،
نصيرا لها همه وصولها إلى خط النهاية ،
إلى نهاية هذا الدرب ..
حيث
الكثير من الأنصار !!
تحدثني
نفسي بالهجرة ، هجرة إلى انصار لا ينصرونني
نسبا ، لكنهم ينصرون فكرة الحق التي بداخلي
، انصار يعطون ولا يأخذون ، أنصار يتسامون
، يبحثون عن شرف النصرة ليس إلا ، بلا أي
مقابل غير أن يحملوا هذا اللقب على مر
الزمان دون غيرهم ، أن يدعون أنصارا ،
هؤلاء الذين لا يهاجرون من أوطانهم ،
وإنما الأوطان هي التي تهاجر إليهم !!
تحدثني
نفسي بالهجرة ، لأزرع بذور الحق في أرض
الله الواسعة ، فليس الاستضعاف في قومي
بحجة قد أسوقها إلى ربي يوم القيامة ،
تحدثني نفسي بالهجرة فلربما يفتح الله
علي وطني ، كما فتح على قلبي من قبل !!
،
لتصبح حينها كل الأرض أرضي ، وكل السماء
سمائي ، ولتصبح فكرتي التي كانت لا تملك
إلا قلبي وطنا لها هي وطن لكل قلوب البشر
وبني الإنسان.
أهاجر
لا ليرفعني الله منزلة على قومي الذين
أخرجوني من قبل ، ولا لانتقم منهم ، وإنما
لأعيد إليهم شرفي الذي هو شرفهم ، وعزي
الذي هو عزهم و ملكي الذي هو ملكهم ،
فيسودوا به الأرض بعد أن اصبحت كل شعوب
الأرض تسودهم !!.
تحدثني
نفسي بالهجرة ، نعم ، وسأفعلها ، حتى وإن
كانت خارج حدود جسدي لا أكثر !!
تحياتي
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق