الجمعة، 28 ديسمبر 2012

كل سنة وانتم طيبييين يا مسيحييييين !!



نأتي إلى موضوع تهنئة المسيحين بعيدهم ...

أولا .. كل سنة وانتم طيبييين يا مسيحييييين :) ... ويا كل مصريين ...

كل سنة طبعا وكل عيد مسيحي لازم ندخل الجدل البيزنطي ده ...
وكل سنة لازم نقول مش معنى إني بعيّد على المسيحيين بعيدهم إني مؤمن بعقيدتهم ... ده معناه إني بتمنى ليهم السعادة في عيدهم اللي هما بيحتفلوا به … كلام المعترضين طبعا منطقي لو شافوني بروح الكنيسة وبحضر القداس و بشاركهم طقوس أعيادهم .... والكلام ده طبعا مش بيحصل ....

في يوم كنت قاعد مع صديق مسيحي .. وكان معانا صديق متدين يميل للتشدد .. المهم .. كنت بناقش المسيحي في عقيدته ... لم يكن هدفي على الإطلاق العيب فيها .. ولكن هدفي معرفتها .. ومعرفة كنه الخلاف بين عقيدتهم وعقيدتنا … تفاصيل الحوار سأحتفظ بها في مقالة أخرى .. المهم أني ختمت حوارنا بجملة : ربنا يهدينا ويهديكم .. ممكن تكونوا إنتم صح أو غلط ... و ممكن نكون إحنا صح أو غلط ... ربنا يورينا الحق إن شاء و يجمعنا على الخير .....

طبعا هذه الجملة لم تعجب صديقي الأكثر تشددا .. فكيف أخبر المسيحي أننا نحن المسلمون قد نكون على الخطأ !!!! ... وكانت تهمتي الجاهزة أن يقيني وإيماني ضعيف !! ... في الحقيقة لم استطع الرد عليه حينها ... وبدأت أفكر .. هل أعاني حقا من ضعف اليقين ... لم أقصد حين قلت جملتي تلك للمسيحي إلا إيجاد مساحة مشتركة بيننا ... فربنا و ربهم واحد ... حتى وإن كان وجودنا على الإسلام يعني أننا الحق ... يقيني أن الإسلام هو الحق يأتي من مصدرين .. أولا نشأتي ... وتربيتي في وسط يؤمن تماما بأن الإسلام هو الحق ... ثانيا الشواهد التي يثبتها ديني يوما وراء يوم !!! ... لو سألت مسيحيا عن يقينه بعقيدته لن تجد إلا هذين المصدرين لعقيدته .. نشأته .. وشواهد يثبتها له دينه يوما وراء يوم !!! ...

اليقين الذي تربى في كلانا .. لابد له من وسيلة في التعايش مع الآخر ... لابد له على الأقل من لغة حوار يحترم فيها كل منا يقين الآخر .. لا يعني تقديري واحترامي لعقيدة المسيحيين أنني أعتنقها .. وإنما تعني مد جسور البر التي أمرنا بها ربنا تجاه من يخالفنا عقيدتنا ... وهذا ما يضحكني حين يقول أحدهم أنني قد أبارك له في كل مناسباته .. زواجه .. انجابه طفلته .. ولكنني لا أبارك في أعياده !!! .. فهل تعني مباركتي له بعيده أنني أعترف بصلب المسيح .. ولا تعني مباركتي له بزواجه أنني أعترف بطقوسه ومراسمه المخالفة لعقيدتنا !!! ..

أثار هذا الموضوع في نفسي جدلا كبيرا .. ولكنه لم يطول ... فما لبثت حتي هداني الله لخطبة للشيخ محمد حسان في الجمعة السابقة .. والتي تكلم فيها عن الإسلوب الذي أمر الله به رسوله في خطاب الكافرين .. وأكرر الكافرين ... قال تعالى :

قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (٢٤) قُل لّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٢٥) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (٢٦) … (سبأ)

(وإنا أو إياكم لعلي هدى أو في ضلال مبين ) ... لا أظن أن الآية في حاجة للكثير من الشرح ... ما أن قرأ علي أخي الآية من الخطبة التي استمع إليها حتى هدأت نفسي ... وازداد يقيني الذي بات حائرا منذ تلك الحادثة ... فها هو ديني الذي أوقن به لا يغلق طرق الحوار بيننا وبين من الكافرين .. فما بالك بمن كان ربهم وربنا واحد .. ونحن له مسلمون ...

أري أن الدعوة فن لا نجيده .. وللأسف فإننا لم نتعلمه من ديننا الذي أبدع في خطاب وحوار الجميع .. مسلميهم و مسيحيهم و يهودهم و كفارهم ... وللأسف فنحن نري الدعوة أن نبقى جالسين على معتقداتنا (الخائفين عليها من الضياع من صدورنا) .. وندعو غيرنا فإما أن يأتي وإما فنحن مسلمون وهم في النار !!!

الدعوة لمن لا يعرفها هي التي مارسها نبي الرحمة لكل البشر .. وليس لمسلميهم فقط ... الدعوة أن تقوم وتحمل معتقداتك على ظهرك ... وتصل بها للجميع بلغتهم التي يفهمون .. وأن تفتح كل طرق الحوار بينهم ... وأن تفهم عقيدتهم .. وتدركها .. ولتستطيع أن توجد المشتركات التي يمكنك أن جلس عليها معهم علي طاولة واحدة ...

أما من لا يأمن على دينه .. ويخشى عليه أن يسقط من فوق ظهره إن سار به ليدعوا الناس .. فلا حاجة له أن يبارك لأحد في أي مناسبة ... وليمسك على دينه الضعيف .. الغير قادر على التعامل مع الآخرين ....

ختاما ... نسأل الله الهداية ... ونتمنى الخير لمسيحي مصر في عيدهم ..

وكل عام إنتم طيبييين يا مسيحيييييين :) ...

تحياتي
ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق