وَالْعَصْرِ ﴿۱﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿۲﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿۳﴾العصر
"يقال عاصر فلان فلانا إذا عاش زمانه . و للأزمنة معالم متميزة تعرف بها وتضاف إليها ، فيقال عصر الصحابة ، أو عصر الذرة ، أو عصر الفضاء ، والذين يظلهم عصر واحد يتشابهون في معايشهم وتقاليدهم ، ولكنهم يختلفون في مصايرهم وأجزيتهم حسب سيرهم ومناهجهم . ورب رجلين عاشا في معهد واحد ، ذهب أحدهما إلى النعيم والآخر إلى الجحيم لاختالفهما أخلاقا و إيمانا ! ، والسير مع الغرائز والأهواء ينتهي إلى الخسران ، وقد تكون الكثرة جامحة والقلة واعية ، فما تغني الكثرة عن مبطل وما يضير أهل الحق أن عددهم قليل.
وهذه السورة على وجازتها لخصت عواقب النشاط الإنساني كله ، على امتداد الزمان والمكان. والمقطوعون عن الله حطب جهنم ، والمتمسكون بالإيمان والصلاح والحق والصبر هم الذين كسبوا معركة الحياة.
وهذه العناصر الأربعة عزيزة ونادرة ، وتمر بالبشر عصور تكون فيها هذه العناصر سبة ومصدر تعاسة ، ولكن الله حصر البشرى في أصحابها (إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) ."
فالعصر هو أي من العصور التي نكون فيها ، والحق هو ما أنزله الله على عباده مما فيه خير الدنيا والآخرة ، والصبر يكون على من يحارب هذا الحق ، ويحاول طمسه على مر تلك العصور .
يقول الشافعي :
"لو لم ينزل الله على الناس إلا هذه السورة لكفتهم!! "
اللهم ثبتنا على الحق و الهمنا الصبر عليه .
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق