أقف متأملا أمام سؤال ربنا المعجز ، أقف مندهشا من كل من يعصوه سبحانه ، وهو لا يزال برحمته يمدهم بسر حياتهم ، بالماء ، أقف متعجبا من جهلهم وعنادهم ، أقف مشفقا عليهم ، فالسؤال ليس تهديديا كما قد يظنه البعض ، وإنما هو تحديا لقدراتهم ، سؤال يبعث على التفكير ، تفكير لا يصل بك إلا لإجابة واحدة ، أن الله هو مالك هذا الكون بكل مخلوقاته ومقدراته .
يقول الغزالي في تفسيره الموضوعي للقرآن الكريم :
"حكوا أن أحد الملاحدة سمع هذه الآية فقال : تأتينا به الفؤوس والمعاول !! ، أي تعميق الحفر في البئر سيخرج الماء حتما ! ، وشاء الله ان يغيض ماء عينه فيعمى ، فهل قدر أحد على رد بصره ؟ ! نعوذ بالله من الخذلان"
الماء ، هو أكبر نعم الله سبحانه ، فهو سر الحياة ، فلم يكتشف إلى الآن مخلوقا حيا يستطيع الحياة بدون ماء ، حتى أنهم حين يبحثون عن أثر للحياة في أي كوكب فضائي ، يبحثون عن أي أثر للماء فيه ، يقول سبحانه :
وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿۳۰﴾الأنبياء
في برنامجه العلم والإيمان ذكر د.مصطفى محمود أن قطرة ماء واحدة تحمل من المخلوقات بداخلها ما يزيد عن سكان الدول والقارات ، وعرض بصور ميكروسكوية مكبرة تنوع هذه المخلوقات وتعايشها بداخل هذه القطرة الصغيرة !! . أتذكر قوله أيضا بأن العلماء قدروا الطاقة المستخدمة في دورة تبخر المياه وتكثيفه في يوم واحد بمقدار ما استخدامناه من الطاقة في حياتنا كلها !!.
فسبحان الله الذي خلق الماء سببا للحياة ، وقدره لنا في دورة لا يملك التحكم فيها سواه ، وسبحانه القادر على منعه ، والقادر على إخراجه من قلب الحجر إن شاء .
وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ﴿۱۸﴾المؤمنون
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق