الاثنين، 29 أغسطس 2011

رمضات 30 : فهل من مدكر ؟!


وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴿۱۷

كل رمضان مضى كنت أختم فيه القرآن ، كان يصحبني ذلك التساؤل ، ماذا خرجت منه ؟! ، كنت أقرأ الآيات فأقف عند بعضها ، وتتملكني رغبة التدبر والبحث في معانيها، ولكن ولقصر الوقت كنت أطوي الصفحات التي تحوي تلك الآيات ، علي أن أفرغ يوما وأجلس لأفهمها ، كنت أشعر وأنا أمسك هذا القرآن أنني أحمل كتابا يحمل من الأسرار ما لم يستخرج بعد ، أحمل كنزا لم أستطع إلى الآن الإستفادة منه بالشكل الكافي ، كانت تمر علي الأية الكريمة (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) فأشرد ، هل ما أفعله من قراءة أو حفظ قد يجعلني من المدكرين ؟!! ، وهل قراءة بدون فهم أو حفظ بدون وعي قادر على حفظ كتاب من التحريف لمدة تزيد عن 1400 سنة ؟!! .

الإجابة بالطبع لا  ، فالذكر الذي يسره لنا ربنا ، هو الفهم والتذكر والتعلم وأخذ العبرة والعظة من بين آياته ، و قليل منا من يفعل ذلك ، وقليل منا من (يفعل) آية من القرآن ، نعم أكررها يفعل ، فقراءة اللسان و حفظ القلب لا يهم إن لم تترجم إلى فعل تفعله الجوارح ، لنكون كما كان نبينا ، خُلقه القرآن.

فقررت هذا العام ، أن لا أختم القرأن ، وأن أمسك مصحفي وأبحث في مطوياتي التي ملأت صفحاته ، وأتدبر كل آية أردت أن أفهمها يوما ما ، كان بحثا شاقا ، قرأت فيه في اللغة و الفقه والتفاسير المتعددة للمذاهب المختلفة بالإضافة إلى العلوم الدنيوية ، وقد هالني كثر ما قرأت ، كنت أتعجب من الشيخ الشعراوي أنه يجلس ليشرح آية واحدة من آيات الله في نصف ساعة أو يزيد ، لكنني عرفت أنه كم كان مختصرا !! ، فهذا الكتاب المعجز جمع في كلماته مالا تنتهي كنوزه ، ولن تنكشف أسراره حتى قيام الساعة.

رحم الله من أدّكر القرآن وغاص فيه محاولا تلبية نداء الله تعالى (فهل من مدكر) ، رحم الله الشعراوي والغزالي و د. مصطفى محمود  و ابن كثير  والقرطبي والجلالين وغيرهم ، رحمهم الله وجزاهم عنا خير الجزاء فقد كانوا أسبابا من أسباب الله في تيسير القرآن للتدبر ، فساعدوا على فهمه ومن ثم إلى حفظه وعدم ضياعه.

رمضات كانت محاولة بسيطة لنقل بعضا مما قرأت ، بقدر ما أسعفني الوقت ، وأسأل الله أن أكون قد أفدت بها كما أستفدت ، وأن يغفر لي ما أخطأت.


اللهم يسر لنا ذكر القرآن ، وأعنا على تيسير ذكره ، وأنفعنا بما علمتنا ، وعلمنا ما ينفعنا .

كل رمضات وأنتم بخير  J
وكل عام وأنتم بخير ..

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق