إلى كل من سمح لي أن أمارس مثل هذا الاعتراف ..
هو ليس شيئا كالذنوب ، لكننا لا زلنا نعامله كذلك ،
نخفيه ونخاف أن تفضحه عيوننا وأفعالنا ، نخشى إن فعلناه أن ينعتنا الآخرون بالمراهقين
، أو أن يشبّهوننا بعديمي الأخلاق الذين يسيئون إليه باستخدامه عذرا لما يفعلون ، فهكذا
هم الفاسدون لم يتركوا أرضا للصالحين ليزرعوها حتى كادت أن تبور أرضيهم !.
هو الحب يا سادة ، أقولها بعلو الصوت ، هو الحب ، فما أثقل
الحب على اللسان هذه الأيام !! ، وكم أفقدناه الكثير من رشاقته بإبقائه حبيسا في
قلوبنا دون أن نخرجه وننشره بين من نحب ، أن نشعرهم به أو أن نخبرهم و نفهمهم ما
هيته ، و نمحو هذه الصورة الفاسدة عنه في أفكارهم ، فالحب السجين هو حب مريض ، يبحث
عن أي طريق للهروب ، أما الحب الطليق فهو حب حر يبحث عن أي طريق ليسكن القلوب ! .
الحب ليس شيئا كالذنوب ، لكنه ربما يشبهها في الاعتراف
بها ، فاعترافٌ بالحب يكفي لتطهير القلوب ، لطمأنت السرائر والضمائر ، لإحالة الحب
في عيون الناس من جرم يعيبونه إلى شرف يقدرونه ، لإزلة الفروق بين المشاعر كلها ،
ليصبح الحب كالإحترام يمكن للمرء أن يبوح به دون أن يلام ، فمن ذا يحق له أن يحجر على مشاعر نقية تنبع من قلب صادق يتسم بالأخلاق ، مشاعر تدرك حدودها ، فلا تخرج عن أقطار أرضها أو السماء ، لأنها تعرف أنها إن فعلت فلن تجد الهواء الكافي لاستمرارها
على قيد الحياة.
الحب هو الطريق الذي لا تشغلنا نهايته بينما ننعم بأريج أزهاره المنثورة بيننا . و هو الهدية التي نقدمها إلى من نحب ، ولا نهتم إن رد
إلينا مثلها أو لم يفعل ، لكن الأهم هو أن يسمح لنا بتقديمها دائما ، وأن يقبلها
منا دون أن يردنا خائبين ! ،
الحب هو الشكر الذي نقدمه لمن لا تكفي كل كلمات الدنيا لشكرهم
.
تحياتي
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق